136- باب في الاستئذان
5171ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن عبيد اللّه بن أبي بكر، عن أنس بن مالك
أن رجلاً اطلع من بعض حُجَر النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقام إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمشقص أو مشاقص قال: فكأني أنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يختله ليطعنه.
5172ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سهيل، عن أبيه قال: ثنا أبو هريرة
أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “من اطلع في دار قومٍ بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه”.
5173ـ حدثنا الربيع بن سليمان المؤذِّن، ثنا ابن وهب، عن سليمان يعني ابن بلال عن كثير، عن الوليد، عن أبي هريرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “إذا دخل البصر فلا إذن”.
5174ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، ح وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا حفص، عن الأعمش، عن طلحة، عن هزيل قال:
جاء رجل، قال عثمان: سعد بن أبي وقاص: فوقف على باب النبي صلى اللّه عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب، قال عثمان: مستقبل الباب، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: “هكذا عنك أو هكذا؛ فإِنّما الاستئذان من النظر”.
5175ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا أبو داود الحفري عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرِّف، عن رجل، عن سعد نحوه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
137- باب كيف الاستئذان
5176ـ حدثنا ابن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، ح وثنا يحيى بن حبيب، ثنا روح، عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، أن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان أخبره، عن كلدة بن حنبل
أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بلبن وجدايةٍ وصغابيس ، والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم بأعلى مكة، فدخلت ولم أسلِّم فقال: “ارجع فقل السلام عليكم” وذلك بعد ما أسلم صفوان بن أمية، قال عمرو: وأخبرني ابن صفوان بهذا أجمع عن كلدة بن حنبل، ولم يقل سمعته منه.
قال أبو داود: قال يحيى بن حبيب: أمية بن صفوان، ولم يقل سمعته من كلدة بن حنبل. وقال يحيى أيضاً: عمرو بن عبد اللّه بن صفوان أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره.
5177ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن رِبْعِيٍّ قال: ثنا رجل من بني عامر
أنه استأذن على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لخادمه: “أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم، أأدخل؟” فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فدخل.
5178ـ حدثنا هناد بن السَّري، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: حُدِّثتُ أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
قال أبو داود: وكذلك حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة، عن منصور، ولم يقل عن رجل من بني عامر.
5179ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن رجل من بني عامر
أنه استأذ على النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه قال: فسمعته فقلت: السلام عليكم، أأدخل؟
138- باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان؟
5180ـ حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان، عن يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال:
كنت جالساً في مجلس من مجالس الأنصار، فجاء أبو موسى فَزِعاً، فقلنا له: ما أفزعك؟ قال: أمرني عمر أن آتيه فأتيته، فاستأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت فقال: ما منعك أن تأتيَني؟ قلت: قد جئت فاستأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذ له فليرجع” قال: لتأتينَّ على هذا بالبينة، قال: فقال أبو سعيد: لا يقوم معك إلا أصغر القوم قال: فقام أبو سعيد معه فشهد له.
5181ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى
أنه أتى عمر فاستأذن ثلاثاً فقال: يستأذن أبو موسى، يستأذن الأشعري، يستأذن عبد اللّه بن قيس فلم يؤذن له، فرجع فبعث إليه عمر: ما ردَّك؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “يستأذن أحدكم ثلاثاً، فإِن أذن له، وإلاَّ فليرجع” قال: ائتني ببينة على هذا، فذهب ثم رجع فقال: هذا أبيّ، فقال أبيٌّ: يا عمر، لا تكن عذاباً على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال: عمر: لا أكون عذاباً على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
5182ـ حدثنا يحيى بن حبيب، ثنا روح، ثنا ابن جريج قال: أخبرنني عطاء، عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر بهذه القصة، قال فيه: فانطلق بأبي سعيد فشهد له فقال: أخفي عليّ هذا من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالأسواق. ولكن سلم ماشئت ولا تستأذن.
5183ـ حدثنا زيد بن أخزم، ثنا عبد القاهر بن شعيب، ثنا هشام، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه بهذه القصة قال:
فقال عمر لأبي موسى: إني لم أتهمك، ولكنَّ الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شديد.
5184ـ حدثنا عبد اللّه بنن مسلمة، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعن غير واحد من علمائهم في هذا، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم أتهمك، ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
5185ـ حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى، المعنى قال محمد بن المثنى: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن قيس بن سعد قال:
زارنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في منزلنا فقال: “السلام عليكم ورحمة اللّه” قال: فردَّ سعدٌ ردّا خفيّا، قال قيس: فقلت: ألا تأذن لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: ذره يكثر علينا من السلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “السلام عليكم ورحمة اللّه” فردَّ سعد ردّا خفيّا، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “السلام عليكم ورحمة اللّه” ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واتبعه سعد، فقال: يارسول اللّه إني كنت أسمع تسليمك وأردُّ عليك ردّا خفيّا لتكثر علينا من السلام، قال: فانصرف معه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو وَرْس فاشتمل بها، ثم رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يديه وهو يقول: “اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة” قال: ثم أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الطعام، فلما أراد الانصراف قرَّب له سعد حماراً قد وطَّأ عليه بقطيفة، فركب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال سعد: يا قيس، اصحب رسول اللّه، قال قيس: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “اركب” فأبيت ثم قال: “إمَّا أن تركب وإما أن تنصرف” قال: فانصرفت.
قال هشام أبو مروان: عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
قال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد، وابن سماعة عن الأوزاعي مرسلاً ولم يذكرا قيس بن سعد.
5186ـ حدثنا مؤمل بن الفضل الحرّاني في آخرين، قالوا: ثنا بقية بن الوليد، ثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن بُسْر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: “السلام عليكم، السلام عليكم” وذلك أن الدُّور لم تكن عليها يومئذٍ ستور.
139- باب الرجل يستأذن بالدَّقِّ
5187ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
أنه ذهب إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في دَين أبيه، فدققت الباب فقال: “من هذا؟” قلت: أنا، قال: “أنا أنا” كأنّه كرهه.
… [باب الرجل يدق الباب ولا يسلم]
5188ـ حدثنا يحيى بن أيوب يعني المقابري ثنا إسماعيل يعني ابن جعفر ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحارث قال:
خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، حتى دخلت حائطاً فقال لي: “أمسك الباب” فضُرب الباب فقلت: “من هذا؟” وساق الحديث.
قال أبو داود: يعني حديث أبي موسى الأشعري قال فيه: فدقّ الباب.
140- باب في الرجل يُدْعَى أيكون ذلك إذنه؟
5189ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “رسول الرجل إلى الرجل إذنه”.
5190ـ حدثنا حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “إذا دعي أحدكم إلى طعامٍ فجاء مع الرسول، فإِن ذلك له إذنٌ”.
قال أبو عليّ اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: قتادة لم يسمع من أبي رافع شيئاً.
141- باب الاستئذان في العورات الثلاث
5191ـ حدثنا ابن السرح قال: ثنا ح، وثنا ابن الصَّبَّاح بن سفيان، وابن عبدة وهذا حديثه قالا: أخبرنا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: لم يؤمر بها أكثر الناس آية الإِذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن عليّ.
قال أبو داود: وكذلك رواه عطاء، عن ابن عباس يأمر به.
5192ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن عمرو يعني ابن أبي عمرو عن عكرمة
أن نفراً من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس! كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا، ولا يعمل بها أحد؟ قول اللّه عزوجل: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مراتٍ من قبل صلاةِ الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عوراتٍ لكم ليس عليكم ولا عليهم جناحٌ بعدهنَّ طوافون عليكم} قرأ القعنبي إلى {عليمٌ حكيمٌ} قال ابن عباس: إن اللّه حليم رحيم بالمؤمنين يحبُّ السِّتر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال، فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله، فأمرهم اللّه بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم اللّه بالستور والخير، فلم أر أحداً يعمل بذلك بعد.
قال أبو داود: وحديث عبيد اللّه وعطاء يفسد هذا الحديث.