4763ـ حدثنا محمد بن عبيد ومحمد بن عيسى، المعنى قالا: ثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة
أن عليّاً ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مُودَنُ اليد ، أو خدج اليد ، أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم، قال: قلت: أنت سمعت هذا منه؟ قال: إي ورب الكعبة.
4764ـ حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نُعم، عن أبي سعيد الخدري قال:
بعث عليّ عليه السلام إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بذُهَيبة في تربتها، فقسمها بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان، وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب قال: فغضبت قريش والأنصار. وقالت: يعطى صناديد أهل نجد وَيَدَعُنا؟ فقال: “إنّما أتألَّفهم” قال: فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتىء الجبين، كثُّ اللحية محلوق قال: اتَّقِ اللّه يا محمد، فقال: “من يطيع اللّه إذا عصيته، أيأمنني اللّه على أهل الأرض ولا تأمنوني؟” قال: فسأل رجل قتله، أحسبه خالد بن الوليد قال: فمنعه، قال: فلما ولّى قال: “إنَّ من ضئضئي هذا، أو في عقب هذا قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإِسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإِسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا واللّه أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ”.
4765ـ حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ثنا الوليد ومبشر يعني ابن إسماعيل الحلبي بإِسناده، عن أبي عمرو قال يعني الوليد ثنا أبو عمرو قال: حدثني قتادة، عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “سيكون في أمتي اختلافٌ وفرقةٌ، قومٌ يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتدَّ على فوقه، هم شرُّ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شىء، من قاتلهم كان أولى باللّه تعالى منهم” قالوا: يارسول اللّه، ما سيماهم؟ قال: “التحليق”.
4766ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس
أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم نحوه قال: “سيماهم التحليق والتسبيد، فإِذا رأيتموهم فأنيموهم”.
قال أبو داود: التسبيد استئصال الشعر.
4767ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سُوَيد بن غفلة قال: قال عليّ:
إذا حدثتكم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَلأَنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإِنما الحرب خُدعةٌ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “يأتي في آخر الزمان قومٌ حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البريَّة، يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإِن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة”.
4768ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل قال: أخبرني زيد بن وهب الجهني،
أنه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ عليه السلام الذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ عليه السلام: أيها الناس، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “يخرج قومٌ من أمَّتي يقرءون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم شيئاً، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئاً، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئاً، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يتجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيِّهم صلى اللّه عليه وسلم لنكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضدٌ وليست له ذراع، على عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعراتٌ بيضٌ” أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريِّكم وأموالكم؟ واللّه إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم؛ فإِنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم اللّه، قال سلمة بن كهيل: فنزَّلني زيد بن وهب منزلاً منزلاً، حتى مرَّ بنا على قنطرة قال: فلما التقينا وعلى الخوارج عبد اللّه بن وهب الراسبيُّ فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا السيوف من جفونها، فإِني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء قال: فوحَّشوا برماحهم ، واستلُّوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم قال: وقتلوا بعضهم على بعض قال: “وما أصيب من الناس يومئذٍ إلا رجلان، فقال عليّ عليه السلام: التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوا قال: فقام عليّ [رضي اللّه عنه] بنفسه، حتى أتى ناساً قد قُتِلَ بعضهم على بعض فقال: أخرجوهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبَّر وقال: صدق اللّه وبلغ رسوله، فقام إليه عبيدة السَّلماني فقال: يا أمير المؤمنين، واللّه الذي لا إله إلا هو لقد سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: إي واللّه الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف.
[قال أبو داود: قال مالك: ذلٌ للعلم أن يجيب العالم كل من سأله].4769ـ حدثنا محمد بن عبيد: ثنا حماد بن زيد، عن جميل بن مرة قال: ثنا أبو الوضيء قال: قال عليّ عليه السلام:
اطلبوا المخدج، فذكر الحديث فاستخرجوه من تحت القتلى في طين، قال أبو الوضىء: فكأني أنظر إليه حبشيٌّ عليه قُرَيطقٌ له إحدى يدين مثل ثَدْي المرأة عليها شَعِيرات مثل شعيرات التي تكون على ذنب اليربوع.
4770ـ حدثنا بشر بن خالد، قال: ثنا شبابة بن سوَّار، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال:
إن كان ذلك المخدج لمعنا يومئذٍ في المسجد، نجالسه بالليل والنهار وكان فقيراً، ورأيته مع المساكين يشهد طعام علي عليه السلام مع الناس وقد كسوته برنساً لي.
قال أبو مريم: وكان المخدج يسمى نافعاً ذا الثُّدْيَةِ، وكان في يده مثل ثدي المرأة على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي، عليه شعيرات مثل سبالة السِّنور.
قال أبو داود: وهو عند الناس اسمه حرقوس.