4691ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثني بمنىً عن أبيه، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “القدرية مجوس هذه الأمة: إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم”.
4692ـ حدثنا محمد بن أبي كثير، أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “لكلِّ أمةٍ مجوسٌ، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا تعودهم، وهم شيعة الدجال، وحق على اللّه أن يلحقهم بالدجال”.
4693ـ حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدَّثاهم قالا: ثنا عوف قال: ثنا قسامة بن زهير قال: سنا أبو موسى الأشعري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إنَّ اللّه خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض: جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب”.
زاد في حديث يحيى “وبين ذلك” والإِخبار في حديث يزيد.
4694ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا المعتمر قال: سمعت منصور بن المعتمر يحدِّث، عن سعد بن عبيدة، عن عبد اللّه بن حبيب أبي عبد الرحمن السلمي، عن عليّ عليه السلام قال:
كنا في جنازة فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ببقيع الغرقد، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجلس ومعه مخصرةٌ ، فجعل ينكت بالمخصرة في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: “ما منكم من أحدٍ، ما من نفسٍ منفوسةٍ إلاَّ قد كتب اللّه مكانها من النار أو [من] الجنة، إلاَّ قد كتبت شقيَّةً أو سعيدةً” قال: فقال رجل من القوم: يا نبي اللّه، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل، فمن كان من أهل السعادة ليكوننَّ إلى السعادة، ومن كان منّا من أهل الشِّقوة ليكوننَّ إلى الشقوة؟ قال: “اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ [لما خلق له]: أما أهل السعادة فييسرون للسعادة، وأما أهل الشقوة فييسرون للشقوة” ثم قال نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى}.
4695ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال:
كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجَّين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق اللّه تعالى لنا عبد اللّه بن عمر داخلاً في المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي فظننت أن صاحبي سيَكِلُ الكلام إليَّ، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم يزعمون أن لا قدر والأمر أُنفٌ، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وهم براء منِّي، والذي يحلف به عبد اللّه بن عمر لو أن لأحدهم مثل أُحدٍ ذهباً فأنفقه ما قبله اللّه منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه، حتى جلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفّيه على فخذيه فقال: يا محمد! أخبرني عن الإِسلام، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “الإِسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمَّداً رسول اللّه وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً” قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإِيمان، قال: “أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه” قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإِحسان قال: “أن تعبد اللّه كأنك تراه، فإِن لم تكن تراه فإِنه يراك” قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: “ما المسئول عنها بأعلم من السائل” قال: فأخبرني عن أمارتها قال: “أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان” قال: ثم انطلق فلبثت ثلاثاً، ثم قال: “يا عمر، هل تدري من السائل؟” قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: “فإِنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”.
4696ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عثمان بن غياث قال: حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا:
لقينا عبد اللّه بن عمر، فذكرنا له القدر وما يقولون فيه، فذكر نحوه، زاد قال: وسأله رجل من مزينة أو جهينة فقال: يارسول اللّه، فيما نعمل؟ أفي شىء قد خلا أو أمضى أو في شىء يستأنف الآن؟ قال: “في شىء قد خلا ومضى” فقال الرجل أو بعض القوم: ففيم العمل؟ قال: ” إن أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وإن أهل النار ييسّرون لعمل أهل النار”.
4697ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن سفيان قال: ثنا علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر بهذا الحديث، يزيد وينقص،
قال: فما الإِسلام؟ قال: “إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجُّ البيت، وصوم شهر رمضان، والاغتسال من الجنابة”.
قال أبو داود: علقمة مرجىء.
[قال أبو داود: هذا حديث المرجئة، وكان علقمة بن مرثد يذهب إلى الأرجاء].4698ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي ذر وأبي هريرة قالا:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نجعل له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه قال: فبنينا له دُكَّاناً من طين فجلس عليه، وكنا نجلس بجنبتيه، وذكر نحو هذا الخبر، فأقبل رجل فذكر هيئته، حتى سلم من طرف السماط فقال: السلام عليك يا محمد، قال: فردَّ عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم.
4699ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي قال:
أتيت أبيَّ بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شىء من القدر، فحدَّثني بشيء لعلّ اللّه أن يذهبه من قلبي، قال لو أن اللّه عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أُحدٍ ذهباً في سبيل اللّه ما قبله اللّه منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو متَّ على غير هذا لدخلت النار قال: ثم أتيت عبد اللّه بن مسعود فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدَّثني عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل ذلك.
4700ـ حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة قال:
قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بنيّ، إنك لن تجد طعم حقيقة الإِيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “إنَّ أول ما خلق اللّه تعالى القلم، فقال له: اكتب فقال: ربِّ وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كلِّ شىء حتى تقوم الساعة” يا بنيَّ إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “من مات على غير هذا فليس منِّي”.
4701ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، ح وثنا أحمد بن صالح، المعنى قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار سمع طاوساً يقول: سمعت أبا هريرة يخبر
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “احتجَّ آدم وموسى، قال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: أنت موسى اصطفاك اللّه بكلامه وخطَّ لك التوراة بيده، تلومني على أمرٍ قدره عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنةً؟ فحجّ آدم موسى”.
قال أحمد بن صالح: عن عمرو عن طاوس سمع أبا هريرة.
4702ـ حدثنا أحمد بن صالح قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن موسى قال: يا ربِّ، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه اللّه آدم فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ اللّه فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قاال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبيُّ بني إسرائيل الذي كلمك اللّه من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أنَّ ذلك كان في كتاب اللّه قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال فبم تلومني في شىء سبق من اللّه تعالى فيه القضاء قبلي؟” قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند ذلك: “فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى”.
4703ـ حدثنا عبد اللّه القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد [بن الخطاب] أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني،
أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم} قال: قرأ القعنبي الآية، فقال عمر رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل عنها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن اللّه عزوجل خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون” فقال رجل: يارسول اللّه ففيم العمل؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إنَّ اللّه [تعالى] إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عملٍ من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عملٍ من أعمال أهل النار فيدخله به النار”.
4704ـ حدثنا محمد بن المصفى، ثنا بقية قال: حدثني عمر بن جعثم القرشي قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب بهذا الحديث، وحديث مالك أتمُّ.
4705ـ حدثنا القعنبي، ثنا المعتمر، عن أبيه، عن رقبة بن مصقلة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً”.
4706ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ثنا أبيُّ بن كعب، قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول في قوله: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} “وكان طبع يوم طبع كافراً”.
4707ـ حدثنا محمد بن مِهران الرازي، ثنا سفيان بن عُيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الصبيان فتناول رأسه فقلعه، فقال موسى: {أقتلت نفساً زكية}” الآية.
4708ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، المعنى واحد، والإِخبار في حديث سفيان، عن الأعمش قال: ثنا زيد بن وهب، ثنا عبد اللّه بن مسعود قال:
حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: “إنَّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمِّه أربعين يوماً، ثمَّ يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث اللّه إليه ملكاً ويؤمر بأربع كلماتٍ فيكتب رزقه وأجله وعمله ثمَّ يكتب شقيٌّ أو سعيدٌ، ثم ينفخ فيه الروح، فإِن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، أو قيدٌ ذراعٍ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، أو قيد ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها”.
4709ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد الرشك قال: ثنا مطرف، عن عمران بن حصين قال:
قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يارسول اللّه، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: “نعم” قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: “كلٌّ ميسرٌ لما خلق له”.
4710ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد اللّه بن زيد المقري أبو عبد الرحمن قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم”.