دەستپێک / فەرمودە / سنن ابي داود / 29ـ كتاب الفتن والملاحم : من باب (1 – 7).

29ـ كتاب الفتن والملاحم : من باب (1 – 7).

1- باب ذكر الفتن ودلائلها

4240ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال:

قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائماً، فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابه هؤلاء، وإنه ليكون منه الشىء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه.

4241ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، قال: ثنا أبو داود الحفري، عن بدر بن عثمان، عن عامر، عن رجل، عن عبد اللّه،

عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “يكون في هذه الأمة أربع فتنٍ في آخرها الفناء”.

4242ـ حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا أبو المغيرة، قال: حدثني عبد اللّه بن سالم، قال: حدثني العلاء بن عتبة، عن عمير بن هانىء العنسي قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

كنا قعوداً عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يارسول اللّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال: “هي هربٌ وحربٌ، ثمَّ فتنة السَّرَّاء دخنها من تحت قدمي رجلٍ من أهل بيتي يزعم أنه منِّي وليس منِّي، وإنّما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجلٍ كوركٍ على ضلعٍ ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً، فإِذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإِذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده”.

4243ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن فروخ، قال: أخبرني أسامة بن زيد، قال: أخبرني ابنٌ لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه قال:

قال حذيفة بن اليمان: واللّه ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ واللّه ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته.

4244ـ حدثنا مسدد، قال: ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن سبيع بن خالد قال:

أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالاً فدخلت المسجد، فإِذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال: قلت: من هذا؟ فتجهَّمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يارسول اللّه، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا اللّه تعالى أيكون بعده شرٌ كما كان قبله؟ قال: “نعم” قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: “السيف” [قال قتيبة في حديثه قلت: وهل للسيف يعني من بقية؟ قال: نعم. قال: قلت ماذا؟ قال هدنة على دخن قال: ] قلت: يارسول اللّه، ثم ماذا يكون؟ قال: “إن كان للّه تعالى خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاضٌّ بجذل شجرةٍ” قلت: ثم ماذا؟ قال: “ثم يخرج الدجال معه هرٌ ونارٌ، فمن وقع في ناره وجب أجره وحطَّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحطَّ أجره” قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: “ثم هي قيام الساعة”.

4245ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث قال:

قلت: بعد السيف؟ قال: “بقيةٌ على أقذاء ، وهدنةٌ على دخنٍ” ثم ساق الحديث قال: وكان قتادة يضعه على الرِّدة التي في زمن أبي بكر “على أقذاءٍ” يقول: [على] قَذًى و”هدنة” يقول: صلح “على دخنٍ” على ضغائن.

4246ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي قال: ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد، عن نصر بن عاصم الليثي قال:

أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو ليث، أتيناك نسألك عن حديث حذيفة.

[قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة، قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي، فأذن لنا فقدمنا الكوفة، فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإِذا قامت السوق خرجت إليك، قال: فدخلت المسجد فإِذا فيه حلقة كأنما قطعت رءُوسهم يستمعون إلى حديث رجل، قال: فقمت عليهم، فجاء رجل فقام إلى جنبي، قال: فقلت: من هذا؟ قال: أبِصْريٌ أنت؟ قال: قلت: نعم، قال: قد عرفت ولو كنت كوفياً لم تسأل عن هذا، قال: فدنوت منه فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يارسول اللّه بعد هذا الخير شر؟ فقال: يا حذيفة تعلّم كتاب اللّه واتّبع ما فيه ثلاث مرار، قال: فقلت: يارسول اللّه بعد هذا الخير شر؟ فقال: يا حذيفة تعلّم كتاب اللّه واتّبع ما فيه] قلت: يارسول اللّه بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنة وشر، قلت: يارسول اللّه بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب اللّه واتّبع ما فيه ثلاث مرات، قلت: يارسول اللّه بعد هذا الشر خير؟ قال: هُدنة على دَخَنٍ وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم، فقلت: يارسول اللّه الهُدنة على الدَّخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قال: قلت: يارسول اللّه بعد هذا الخير شر؟ [قال: يا حذيفة تعلّم كتاب اللّه واتّبع ما فيه ثلاث مرار قال: قلت: يارسول اللّه بعد هذا الخير شر؟] قال: فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار، فإِن تَمُتْ يا حذيفة وأنت عاض على جِذْلٍ خير لك من أن تتبع أحداً منهم.

4247ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو التَّيَّاح، عن صخر بن بدر العجلي، عن سبيع بن خالد بهذا الحديث، عن حذيفة،

عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “فإِن لم تجد يومئذٍ خليفةً فاهرب حتى تموت، فإِن تمت وأنت عاضٌّ” وقال في آخره: قال: قلت: فما يكون بعد ذلك؟ قال: “لو أنَّ رجلاً نتج فرساً لم تنتج حتَّى تقوم الساعة”.

4248ـ حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد ربِّ الكعبة، عن عبد اللّه بن عمرو

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإِن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر” قلت: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل، قال: أطعه في طاعة اللّه واعصه في معصية اللّه.

4249ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،

عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، أفلح من كفَّ يده”.

4250ـ قال أبو داود: حُدِّثتُ عن ابن وهب قال: ثنا جرير بن حازم، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح”.

4251ـ حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري قال:

وسلاحٌ قريب من خيبر.

4252ـ حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن اللّه تعالى زوى، لي الأرض” أو قال: “إنَّ ربِّي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوِيَ لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنةٍ بعامةٍ ولا يسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإِنه لا يرد، ولا أهلكهم بسنةٍ بعامَّةٍ، ولا أسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال بأقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضاً، وإنّما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيٌّ، وأنا خاتم النَّبيِّين لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحقِّ” قال ابن عيسى: “ظاهرين” ثم اتفقا “لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه تعالى”.

4253ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي، قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك يعني الأشعري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن اللّه أجاركم من ثلاث خلالٍ: أن لا يدعو عليكم نبيُّكم فتهلكوا جميعاً، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحقِّ، ، وأن لا تجتمعوا على ضلالةٍ”.

4254ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن ربعيّ بن حراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد اللّه بن مسعود،

عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “تدور رحى الإِسلام بخمسٍ وثلاثين، أو ستٍّ وثلاثين، أو سبعٍ وثلاثين، فإِن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً” قال: قلت: أممَّا بقي أو مما مضى؟ قال: ” مما مضى”.

قال أبو داود: من قال خراش فقد أخطأ.

4255ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “يتقارب الزمان وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشحُّ، ويكثر الهرج” قيل: يارسول اللّه، أية هو؟ قال: “القتل القتل”.

2- باب [في] النهي عن السعي في الفتنة

4256ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن عثمان الشَّحَّام قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إنها ستكون فتنةٌ يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي” قال: يارسول اللّه ما تأمرني؟ قال: “من كانت له إبلٌ فليلحق بإِبله، ومن كانت له غنمٌ فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرضٌ فليلحق بأرضه” قال: فمن لم يكن له شىء من ذلك؟ قال: “فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرةٍ ثم لينج ما استطاع النجاء”.

4257ـ حدثنا يزيد بن خالد الرملي، ثنا المفضل، عن عياش، عن بكير، عن بُسْرِ بن سعيد، عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي، أنه سمع سعد بن أبي وقّاص، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في هذا الحديث قال:

فقلت يارسول اللّه، أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يده ليقتلني؟ قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “كن كابني آدم” وتلا يزيد: {لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني} الآية.

4258ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، ثنا شهاب بن خراش، عن القاسم بن غَزْوَان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، قال: حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه وابصة، عن ابن مسعود قال:

سمعت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يقول، فذكر بعض حديث أبي بكرة قال: “قتلاها كلهم في النار” قال فيه: قلت: متى ذلك يا ابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكفُّ لسانك ويدك، وتكون حلساً من أحلاس بيتك، فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك فحدثته، فحلف باللّه الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.

4259ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل، عن أبي موسى الأشعري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إنّ بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، فكسِّروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإِن دخل يعني على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم”.

4260ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن يعني ابن سمرة قال:

كنت آخذاً بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة إذ أتى على رأسٍ منصوبٍ، قال: شقي قاتل هذا، فلما مضى قال: وما أرى هذا إلا قد شقي، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “من مشى إلى رجلٍ من أمتي ليقتله فليقل هكذا، فالقاتل في النار والمقتول في الجنة”.

قال أبو داود: رواه الثوري عن عون عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة، ورواه ليث بن أبي سليم عن عون عن عبد الرحمن بن سميرة.

قال أبو داود: قال لي الحسن بن عليّ: ثنا أبو الوليد يعني بهذا الحديث عن أبي عوانة، وقال: هو في كتابي ابن سبرة، وقالوا: سمرة، وقالوا سُميرة، هذا كلام أبى الوليد.

4261ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المشعَّث بن طريف، عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “يا أبا ذرٍّ” قلت: لبيك يارسول اللّه وسعديك، فذكر الحديث قال فيه: “كيف أنت إذا أصاب الناس موتٌ يكون البيت فيه بالوصيف؟” يعني القبر قلت: اللّه ورسوله أعلم، أو قال: ما خار اللّه لي ورسوله، قال: “عليك بالصبر” أو قال: “تصبر” ثم قال لي: “يا أبا ذرٍّ” قلت: لبيك وسعديك، قال: “كيف أت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟” قلت: ما خار اللّه لي ورسوله، قال: “عليك بمن أنت منه” قال: قلت: يارسول اللّه، أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟ قال: “شاركت القوم إذن” قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: “تلزم بيتك” قلت: فإِن دُخل عليَّ بيتي؟ قال: “فإِن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإِثمك وإثمه”.

قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.

4262ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة قال: سمعت أبا موسى يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي” قالوا: فما تأمرنا؟ قال: “كونوا أحلاس بيوتكم”.

4263ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصيُّ، قال: ثنا حجاج يعني ابن محمد قال: ثنا الليث بن سعد قال: حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود قال:

ايم اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “إنَّ السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، وَلَمَنْ ابتلى فصبر فواهاً”.

3- باب في كف اللسان

4264ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني ابن وهب، حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد قال: قال خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “ستكون فتنةٌ صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف”.

4265ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، قال: ثنا الليث، عن طاوس عن رجل يقال له زياد، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إنها ستكون فتنةٌ تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشدُّ من وقع السيف”.

قال أبو داود: رواه الثوري عن ليث، عن طاوس عن الأعجم.

4266ـ حدثنا محمد بن عيسى بن الطَّبَّاع، ثنا عبد اللّه بن عبد القدوس، قال زياد: سيمين كوش.

4- باب ما يُرخَّصُ فيه من البداوة في الفتنة

4267ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن”.

5- باب [في] النهي عن القتال في الفتنة

4268ـ حدثنا أبو كامل، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

خرجت وأنا أريد يعني في القتال فلقيني أبو بكرة فقال: ارجع فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار” قال: يارسول اللّه، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: “إنه أراد قتل صاحبه”.

4269ـ حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن أيوب، عن الحسن، بإِسناده ومعاه مختصراً.

[قال أبو داود: محمد يعني ابن المتوكل ضعيف يقال له: حسين].

6- باب في تعظيم قتل المؤمن

4270ـ حدثنا مؤمَّل بن الفضل الحراني، ثنا محمد بن شعيب، عن خالد بن دِهْقانَ قال:

كنا في غزوة القسطنطينية بِذُلُقْيَةَ ، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك له، يقال له هانىء بن كلثوم بن شريك الكناني، فسلّم على عبد اللّه بن أبي زكريا، وكان يعرف له حقه، قال لنا خالد: فحدثنا عبد اللّه بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “كل ذنبٍ عسى اللّه أن يغفره، إلا من مات مشركاً، أو مؤمننٌ قتل مؤمناً متعمِّداً” فقال هانىء بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدِّث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدِّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: “من قتل مؤمناً فاعتبط بقتله لم يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلاً” قال لنا خالد: ثم حدثني ابن أبي زكريا، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: “لايزال المؤمن معنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً، فإِذا أصاب دماً حراماً بلح” وحدث هانىء بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، مثله سواءً.

4271ـ حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، عن محمد بن مبارك، قال: ثنا صدقة بن خالد أو غيره قال: قال خالد بن دِهقانَ: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: “اعتبط بقتله” قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هُدىً فلا يستغفر اللّه تعالى، يعني من ذلك.

قال أبو داود: وقال: فاعتبط: يَصُبُّ دمه صبّاً.

4272ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حماد، أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن مجالد بن عوف، أن خارجة بن زيد قال:

سمعت زيد بن ثابت في هذا المكان يقول: أنزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنَّم خالداً فيها} بعد التي في الفرقان: {والذين لايدعون مع اللّه إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم اللّه إلاَّ بالحقِّ} بستة أشهر.

4273ـ حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، أو حدّثني الحكم، عن سعيد بن جبير قال:

سألت ابن عباس فقال: لما نزلت التي في الفرقان{والذين لا يدعون مع اللّه إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم اللّه إلا بالحق} قال مشركو أهل مكة: قد قتلنا النفس التي حرَّم اللّه، ودعونا مع اللّه إلهاً آخر، وأتينا الفواحش، فأنزل اللّه تعالى: {إلاَّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل اللّه سيِّئاتهم حسناتٍ} فهذه لأولئك، قال: وأما التي في النساء: {ومن يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنم} الآية قال: الرجل إذا عرف شرائع الإِسلام ثم قتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنم فلا توبةً له، فذكرت هذا لمجاهد، فقال: إلا من ندم.

4274ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثني يعلى، عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس في هذه القصة في {الذين لايدعون مع اللّه إلهاً آخر} أهل الشِّرك، قال: ونزل {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة اللّه}.

4275ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس قال: {ومن يقتل مؤمناً متعمِّداً} قال: ما نسخها شىء.

4276ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن سليمان التّيْمِيِّ، عن أبي مِجْلَزٍ في قوله:

{ومن يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنم} قال: هي جزاؤه، فإِن شاء اللّه أن يتجاوز عنه فعل.

7- باب ما يرجى في القتل

4277ـ حدثنا مسدّد، ثنا أبو الأحوص سلاّم بن سليم، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد قال:

كنا عند النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم فذكر فتنةً فعظَّمَ أمرها، فقلنا أو قالوا: يارسول اللّه، لئن أدركتنا هذه لتُهْلِكنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “كلاَّ، إن بحسبكم القتل” قال سعيد: فرأيت إخواني قتلوا.

4278ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا كثير بن هشام، ثنا المسعودي، عن سعيد بن أبي بُرْدة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “أمتي هذه أمةٌ مرحومةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخرة، عذابها في الدُّنيا الفتن والزلالزل والقتل”.

پێشنیارکراو

سونەنى ئەبو داود

كتێبی نوێژ :كتاب الصلاة: من باب (48 – 99).

48- باسی فه‌زڵی نوێژی به‌كۆمه‌ڵ :باب فی فضل صلاة الجماعة. 554ـ حدثنا حفص بن عمر، …