4903ـ حدثنا عثمان بن صالح البغدادي، ثنا أبو عامر يعني عبد الملك بن عمرو ثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة،
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “إياكم والحسد؛ فإِنَّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب” أو قال: “العشب”.
4904ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة حدّثه
أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإِذا هو يصلي صلاةً خفيفة دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريباً منها، فلما سلّم قال أبي: يرحمك اللّه! أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شىء تنفَّلته قال: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما أخطأت إلا شيئاً سهوت عنه فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: “لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإِن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد اللّه عليهم؛ فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}” [ثم غدا من الغد فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال: ننعم، فركبوا جميعاً فإِذا هم بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا خاوية على عروشها فقال: أتعرف هذه الديار؟ فقلت: ما أعرفني بها وبأهلها، هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد؛ إن الحسد يطفىء نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه. والعين تزني والكفّ والقدم والجسد واللسان، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذبه].