4609ـ حدثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل يعني ابن جعفر قال: أخبرني العلاء يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإِثم مثل آثام من تبعه، لاينقص ذلك من آثامهم شيئاً”.
4610ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن أمرٍ لم يحرم فحرم على الناس من أجل مسألته”.
4611ـ حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب الهمداني، ثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن أبا إدريس الخولاني عائذ اللّه أخبره،
أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل أخبره قال: كان لا يجلس مجلساً للذكر حين يجلس إلا قال: اللّه حكم قسط، هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوماً: إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعيَّ حتى أبتدع لهم غيره، فإِياكم وما ابتدع؛ فإِن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإِن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق قال: قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك اللّه أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهراتِ التي يقال لها ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإِنه لعلّه أن يراجع، وتلقَّ الحقَّ إذا سمعته فإِن على الحق نوراً.
قال أبو داود: قال معمر عن الزهري في هذا الحديث: ولا يُنَئيَنَّكَ ذلك عنه، مكان يثنينك، وقال صالح بن كيسان عن الزهري في هذا: المشبهات، مكان المشتهرات وقال: لا يثنينك كما قال عقيل، وقال ابن إسحاق عن الزهري قال: بلى ما تشابه عليك من قول الحكيم حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة؟.
4612ـ حدثنا محمد بن كثير قال: ثنا سفيان قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، ح وثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال: ثنا أسد بن موسى قال: ثنا حماد بن دُليل، قال: سمعت سفيان الثوري يحدِّثنا عن النضر، ح وثنا هناد بن السَّري، عن قبيصة قال: ثنا أبو رجاء، عن أبي الصلت، وهذا لفظ حديث ابن كثير ومعناهم قال:
كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر فكتب: أما بعد، أوصيك بتقوى اللّه، والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُّنة فإِنها لك بإِذن اللّه عصمةٌ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها؛ فإِن السنة إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها ولم يقل ابن كثير “من قد علم” من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإِنهم على علمٍ وقفوا، وببصر نافذٍ كَفُّوا، وَلهُمْ على كشف الأمور كانوا أقوى؛ وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإِن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: إنما حدث بعدهم، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإِنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مَقْصَرٍ وما فوقهم من مَحْسَرٍ، وقد قصَّر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم، كتبت تسأل عن الإِقرار بالقدر فعلى الخيبر بإِذن اللّه وقعت، ما أعلم ما أحدث الناس من مُحَدثه، ولا ابتدعوا من بدعة هي أبين أثراً ولا أثبت أمراً من الإِقرار بالقدر، لقد كان ذكره في الجاهلية الجَهْلاء، يتكلمون به في كلامهم وفي شعرهم يعزُّون به أنفسهم على ما فاتهم، ثم لم يزده الإِسلام بعد إلا شدّة، ولقد ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين، وقد سمعه منه المسلمون فتكلموا به في حياته وبعد وفاته، يقيناً وتسليماً لربهم وتضعيفاً لأنفسهم أن يكون شىء لم يُحِطْ به علمه، ولم يحصه كتابه، ولم يمض فيه قدره، وإنه مع ذلك لفي محكم كتابه: منه اقتبسوه، ومنه تعلّموه، ولئن قلتم: لم أنزل اللّه آية كذا؟ ولم قال كذا؟ لقد قرءوا منه ما قرأتم، وعلموا من تأويله ما جهلتم، وقالوا بعد ذلك: كله بكتاب وقدر، وكتبت الشقاوة وما يقدر يكن، وما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرّاً ولا نفعاً، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا.
4613ـ حدثنا أحمد بن حنبل قال: ثنا عبد اللّه بن يزيد قال: ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب قال: أخبرني أبو صخر عن نافع قال:
كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه عبد اللّه بن عمر: إنه بلغني أنك تكلمت في شىء من القدر، فإِياك أن تكتب إليّ، فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “إنه سيكون في أمتي أقوامٌ يكذبون بالقدر”.
4614ـ حدثنا عبد اللّه بن الجراح قال: ثنا حماد بن زيد، عن خالد الحذاء قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، أخبرني عن آدم، أللسماء خلق أم للأرض؟ قال: لا، بل للأرض، قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ قال: لم يكن له منه بدٌّ، قلت: أخبرني عن قوله تعالى: {ما أنتم عليه بفاتنين إلاَّ من هو صال الجحيم} قال: إن الشياطين لا يفتنون بضلالتهم إلا من أوجب اللّه عليه الجحيم.
4615ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا خالد الحذَّاء،
عن الحسن في قوله تعالى: {ولذلك خلقهم} قال: خلق هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه.
4616ـ حدثنا أبو كامل، ثنا إسماعيل، ثنا خالد الحذَّاء قال:
قلت للحسن: {ما أنتم بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} قال: إلا من أوجب اللّه تعالى عليه أن يصلى الجحيم.
4617ـ حدثنا هلال بن بشر قال: ثنا حماد قال: أخبرني حميد، قال:
كان الحسن يقول: لأن يسقط من السماء إلى الأرض أحبُّ إليه من أن يقول: الأمر بيدي.
4618ـ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، ثنا حميد قال:
قدم علينا الحسن مكة، فكلمني فقهاء أهل مكة أن أكلمه في أن يجلس لهم يوماً يعِظُّهم فيه فقال: نعم، فاجتمعوا فخطبهم، فما رأيت أخطب منه، فقال رجل: يا أبا سعيد، من خلق الشيطان؟ فقال: سبحان اللّه؟ {هل من خالق غير اللّه} خلق اللّه الشيطان وخلق الخير، وخلق الشر، قال الرجل: قاتلهم اللّه! كيف يكذبون على هذا الشيخ؟
4619ـ حدثنا ابن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن حميد الطويل،
عن الحسن {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: الشِّرك.
4620ـ حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن رجل قد سماه غير ابن كثير، عن سفيان، عن عبيدٍ الصيد،
عن الحسن في قول اللّه عزوجل: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} قال: بينهم وبين الإِيمان.
4621ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا سليم، عن ابن عون قال:
كنت أسير بالشام فناداني رجل من خلفي، فالتفتُّ فإِذا رجاء بن حَيْوة فقال: يا أبا عون، ما هذا الذي يذكرون عن الحسن؟ قال: قلت: إنهم يكذبون على الحسن كثيراً.
4622ـ حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد قال: سمعت أيوب يقول:
كذب على الحسن ضربان من الناس: قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن يُنفِّقُوا بذلك رأيهم، وقوم له في قلوبهم شنآن وبعض يقولون: أليس من قوله كذا؟ أليس من قوله كذا؟
4623ـ حدثنا ابن المثنى، أن يحيى بن كثير العنبري حدّثهم قال:
كان قرة بن خالد يقول لنا: يا فِتيان لا تُغْلَبُوا على الحسن، فإِنه كان رأيه السُّنةَ والصواب.
4624ـ حدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا: ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن زيد، عن ابن عون قال:
لو علمنا أن كلمة الحسن تبلغ ما بلغت لكتبنا برجوعه كتاباً وأشهدنا عليه شهوداً ولكنا قلنا: كلمة خرجت لا تحمل.
4625ـ حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال:
قال لي الحسن: ما أنا بعائد إلى شىء منه أبداً.
4626ـ حدثنا هلال بن بشر قال: ثنا عثمان بن عثمان، عن عثمان البَتِّي قال:
ما فسَّر الحسن آيةً قطُّ إلا عن الأثبات.